خزعبلات وأبراج

ملحٌ ورماد صرصورٍ وعجينةٌ وعود بخور مطحون, تلفُّهم العجوز التسعينية على شكل مثلثات لتصبح حجابا يجلب أكواما من العرسان لحفيدتها, حجابٌ آخرٌ لتطليق زوجة ابنها منه وثالثٌ لتحمل جارتهم العقيم بتوأم (مرة وحدة), مشهد ألفناه لدى بعض (الحجات) الطاعنات في السن واللاتي بدورهن أورثنَ علومهنّ إلى أخريات من الأجيال التالية تحت مظلة الجهل ونقص الوازع الدينيّ.

كان هذا في قديم الأزمان حيث الجهل والتخلف, ولكن ما يلفت الانتباه تعلُّق بعض الناس - وخاصة فئة الشباب والمثقفين منهم – بصفحة الأبراج في الصحف والمواقع الالكترونية, فهذه تفسخ خطوبتها لعلمها بأن برج خطيبها (السطل) أقصد الدلو غير متوافق مع برجها العقرب !! , وآخر يهجر صديقه لأن برجه برج التيس يخبره بأن صديقه يكيد له !!

في المونديال الأخير برز نجم سرق الأضواء من اللاعبين النجوم وهو الإخطبوط (بول) الذي كان يأكل وجبة طعام من أصل وجبتين توضعا على علمي الدولتين المشاركتين في المباراة حيث يعتبر أكله للطعام الذي فوق علم دولة ما اختيارا لفريقها كفائز في المباراة, وحيث أن الصدفة لعبت دورها بإتقان أصابت جميع توقعاته فبات من المؤكد أن الكثيرين عازمون على اقتناء إخطبوطات (تلعبط) في الأحواض التي كانت حكرا على الأسماك الغبية التي ( لا بتعرف تتنبأ ولا ما يحزنون ) !!

المشكلة العظمى تكمن في أن من يصدق هذه الخزعبلات قد أتى ذنبا عظيما يصل إلى الكفر بدليل حديثه عليه الصلاة والسلام

( من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد)

فهل الإيمان بقدرة إخطبوط جائع على علم الغيب والإيمان كذلك بصفحة الأبراج وما شابهها يستحق أن تصل بالإنسان إلى الشرك بالله والكفر !!

تساؤل أتمنى إجابته من رواد هذه الخزعبلات

وقد أُعذِرَ من أَنذَر

يرجون علم الغيب جهلاً منهمُ .............. من إخطبوطٍ جائعٍ يتضوّرُ

وبصفحة الأبراج زيفٌ كاذبٌ ........... يأتي بسخف في الكلام ويُكثِرُ

لا يرتضيه الدينُ حتماً والذي ........... قد صدّقَ العرّافَ فورا يكفُرُ

لو أوزن الميزان كلَّ عقولِهم .... أ عقولُهُم أم عقلُ (بول) ٍ أكبرُ ؟؟!!